بوابة الأشرف - كشف حساب 2012 مقاله بقلم عمرو وجدى

كشف حساب

2012
مقاله بقلم عمرو وجدى

انتهت فترة المائة يوم الأولى التى حددها الرئيس محمد مرسى لنفسه ولناخبيه لإنجاز عدد من المهام والملفات، على رأسها استعادة الأمن، وحل مشكلات المرور ورغيف العيش والوقود، وتحقيق تقدم ملموس فيها.

بداية أقول إنه لا يمكن لأى إنسان مهما بلغت قدرته أو قوته أن ينجز أو أن يحقق تغييرات جذرية حقيقية فى 3 شهور فقط، ولكن السؤال هو لماذا وعد الرئيس محمد مرسى الشعب المصرى بتحقيق تلك الإنجازات فى كل هذه الملفات وهو يعلم جيدا أنه يحمل إرثا ثقيلا وهَما كبيرا من تراكم لسنوات كثيرة وعقود طويلة من الاستبداد والفساد والسلب والنهب لهذه البلد يفوق قدرة أى مخلوق على التحمل أو المواجهة.

لقد قام الرئيس مرسى بمخاطبة الشعب المصرى فى إستاد القاهرة يوم السبت 6 أكتوبر بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر العظيم، وانتهز هذه الفرصة ليقدم كشف حساب للمائة يوم الأولى لحكمه، وبصرف النظر عن ما قاله سواء اتفقنا معه أو لم نتفق، وبصرف النظر عن الإحصائيات والأرقام التى أوردها فى كل ملف من الملفات المذكورة سواء كانت دقيقة أو لم تكن دقيقة... فالرئيس مرسى عرض المشكلة ولكنه لم يعرض الحل، فعندما يذكر مثلا أنه تم تحرير مليون ونصف مليون مخالفة مرورية خلال هذه الفترة فهذا أمر جيد، ولكن الأهم هو تقديم حلول فورية وجذرية للقضاء على أزمة التكدس المرورى والاختناقات المرورية وهذا لم يحدث.

كان من الأجدى أن يتم خلال المائة يوم الأولى دراسة هذه الملفات دراسة فائقة عن طريق خبراء متخصصين كلُ فى مجاله، ووضع تصور شامل أو خطة عمل للتعامل مع هذه الملفات وليس تحقيق إنجازات وإصلاحات فيها، وللأسف لم يتم وضع تصور ولا تحقيق إنجاز ملموس على أرض الواقع.
أو كان من الممكن على الأقل ترتيب الأولويات، لأن الرئيس لا يمكن أن يقوم بحل كل المشكلات والأزمات دفعة واحدة، ولا يمكن أن يقوم بمواجهتها بمفرده، لأننا من المفترض أننا نعيش فى دولة مؤسسات كل شخص وكل فرد فيها يعرف اختصاصاته وواجباته، ويجب أن يكون هناك سياسة عامة يسير عليها الكل من أكبر موظف إلى أصغر عامل فى الدولة.

كنت أتصور أن الرئيس مرسى عقب تسلمه لمنصبه فى إحدى خطبه الرنانة سواء فى جامعة القاهرة أو فى ميدان التحرير أو أى مكان آخر أن يقوم بمصارحة الشعب وعرض الموقف عليه كما هو وليس وعده بوعود زائفة هو شخصيا يعلم جيدا أنه لا يستطيع تنفيذها خلال المدة التى حددها، تماما كما فعل ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطانى الأسبق حين تم تكليفه برئاسة الحكومة إبان الحرب العالمية الثانية عام 1940 فقال للجميع إننى أعدكم بالدم والدموع والعرق قبل تحقيق النصر

كان على الرئيس مرسى أن يطلب من الشعب تحمل مسئولياته ومساعدته على تحمل الأعباء معه باعتبار أن كل مواطن مصرى هو شريك أصيل فى هذا الوطن وليس مجرد تابع لرئيس الجمهورية، فقد انتهى عصر الرئيس الملهم القائد الذى يملك كافة زمام الأمور فى يده.

اللهم وفقنا جميعاً إلى كل الخير
مستر أشرف فوده