بوابة الأشرف - عندما يضحك مبارك 2013 مقاله بقلم أحمد السقا

عندما يضحك مبارك

2013
مقاله بقلم أحمد السقا

المفارقة داخل قاعة محكمة مبارك حضور أكثر من سبعين من مؤيدى المخلوع حسنى مبارك، وفريق الدفاع عنه بقيادة فريد الديب وغياب ملحوظ لأهالى شهداء 25 يناير، ومحامى الادعاء بالحق المدنى. كيف سمح لهؤلاء بالدخول والآخرين بعدم الحضور؟

لحظات وتبدأ المحكمة والمخلوع يبدو بشوشا قويا ليس به ضعف ولا وهن هكذا اختزلت الثورة المصرية فى صورة تحية الرئيس المخلوع حسنى مبارك لمؤيديه الذين جاءوا لمؤازرته داخل أكاديمية الشرطة فى يوم السبت الموافق 13-4-2013 لإعادة محاكمته بعد نقض الحكم السابق بالمؤبد.

هل كان يصدق أشد المتشائمين بعد ثورة 25 يناير المجيدة بأن يحدث ذلك من مبارك، الذى قتل وأصاب الآلاف من الشعب وقت الثورة وقتل مئات الآلاف من الشعب قبل الثورة بالكوارث والأمراض والفقر والفساد؟

هل كنا نتصور أن يأتى اليوم الذى يرسم فيه مبارك ابتسامة عريضة على وجهه، ويحيى فيه مؤيديه. هذا يدفعنا لقراءة ما قاله الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر فى تعليقه على هذا المشهد الذى يقول عنه: "يتصرف مبارك وكأنه عاد رئيسا وعلى وجهه حالة من الرضا والطمأنينة والسعادة وكأنه يقول لنا إننى لست سيئا كما تصورتم بل كان من بعدى هو الأسوأ ويبدو أن يتحسس مشاعر الناس. عاد مبارك رئيسا معنويا ويستشعر أنه لو خاطب الجماهير لكان ذلك أفضل وكأنه يقول لهم أرأيتم ماذا حدث لكم من بعدى".

وتساءل د. المهدى فى رأيه: "لماذا لم يخف مبارك وجهه كما حدث فى محاكمته السابقة لماذا لم يحجب جمال نجله صور والده عن الكاميرا".

وقرر د. المهدى فى نهاية قراءته أن سياق الأحداث الدائرة فى مصر جعلت مبارك فى حالة أفضل.

ونعود ونقرر بعد حديث د. المهدى إن تحية المخلوع بالفعل جاءت بعد أن كفر الناس بالثورة. كفروا بالتغيير. كفروا بالعدالة. كفروا أن يحصلوا على حقوقهم. كفروا أن يأتى القادم أفضل.

هكذا طل علينا مبارك وابناه فى المحكمة بوجوه قبيحة تقول لا فائدة مما يحدث أو باللغة الدراجة "فيها لخفيها" فإما نحن معكم أو الفوضى بمعنى آخر وهذا ما ردده أحمد شفيق بالتهديد بثورة جديدة لإعادة الحقوق إليه التى أخذتها الثورة ومنافسه الدكتور محمد مرسى، وقبلها بأيام يتوعد بعض
الإعلاميين بأنه لا نجاة للنظام الحالى إلا بالتعاون مع الفلول.

وهكذا على مدار عامى محاكمة مبارك توحدت كل معاول الهدم داخل هذا البلد مع سوء إدارة النظام الجديد الذى دفع الناس إلى تمنى الأسوأ من حكم عسكرى أو عودة المخلوع فالمهم لديهم انتهاء أزماتهم اليومية.

ومع بداية هزيلة جديدة من محكمة مبارك يجب إدراك أنه لو لم يجتمع كل المخلصين لهذا البلد من كل الاتجاهات وتقاربت معهم مؤسسة الرئاسة فى الوقوف أمام هؤلاء الذين يريدون العودة بالبلاد إلى أيام المخلوع. فوقتها لا نلوم إلا أنفسنا!

اللهم وفقنا جميعاً إلى كل الخير
مستر أشرف فوده