بوابة الأشرف - شبه الدوله و شبه المنحرف 2016 مقاله بقلم سليمان الحكيم

ربما اسمه كذلك حتى يسمحوا بدخوله ضمن الأسرة الهندسية، رغم أنه لا يمت للهندسة بصلة، فلا يقف على قاعدة منتظمة شأن بقية الأشكال الهندسية الأخرى، كما أن ساقيه معوجتان، فتجد ساقا أطول من الأخرى، ولا يوجد به ضلعان متساويان، فكل ضلع فيه مختلف طولا عن بقية أضلاعه الأخرى.

وقد تبادر إلى ذهنى هذا الشكل المنحرف هندسيا حين سمعت السيسى يقر معترفا بأننا نعيش فى ظل شبه دولة، وليس فى دولة مكتملة الأركان والأضلاع، وعلى الفور تذكرت المنحرف بين الأشكال الهندسية، واستهوتنى المقارنة بين شبه الدولة وشبه المنحرف، لأجد أن الانحراف حتى إن لم يكن مكتملا فى الشكل الهندسى، فهو يجمع بين الاثنين، شبه الدولة لا يمكن إلا أن تكون منحرفة عن الانتظام (النظام) الذى تعرف به الدول مكتملة الشكل والنظام، ولأن الساقين فى شبه المنحرف غير متساويتين، حيث تجد ساقا أطول من ساق، فهو شكل مصاب بالعرج شأن شبه الدولة التى تسير بطريقة غير منتظمة أو منظمة بسبب وقوفها على سيقان معوجة.

ولا بد أن نخرج من هذه المقارنة بين شبه الدولة وشبه المنحرف بنتائج واضحة، تؤكد سخافة الاتهام الذى يواجه به البعض بمحاولة إسقاط الدولة، فلا توجد دولة أصلا ليحاول أحدهم أو بعضهم إسقاطها، باعتراف رئيس الدولة نفسه، كما أن الاتهام بقلب نظام الحكم الذى يواجه البعض به يبدو على قدر كبير من السخافة وانعدام المنطق، ذلك لأن شبه الدولة لا نظام لها، أو نظامها هو اللانظام.

فمن هو المجنون الذى يفكر فى قلب نظام يعيش فى شبه دولة، والمحاولة المنطقية الوحيدة فى هذه الحالة هى محاولة عدل (اعتدال) نظام الحكم، فى دولة غير متساوية الأضلاع، ولا متساوية الساقين اللتين تقف عليهما، شأن شبه المنحرف لا يمكن، ولا يعقل الحديث عن إسقاط أو قلب نظام الحكم بها، إلا من قبيل ذر الرماد فى العيون حتى لا ترى اعوجاج الساقين أو اختلاف الأضلاع وافتقادها الانتظام (النظام) أو التساوى (المساواة) والاعتدال (العدالة)!

انظر حولك لتجد أن كل ما تراه يؤكد حقيقة أننا نعيش فعلا فى شبه الدولة، ويكفى هذا الانحراف وانعدام الاستقامة وفقدان الانتظام فى كل شىء دليلا على وجودنا فى شبه الدولة التى لا تختلف عن شكل شبه المنحرف هندسيا، وإن كان انحرافها أكثر وضوحا منه!.